الثلاثاء، 25 أغسطس 2020

لطفية ‏الهبلة

"لطفية الهبلة" هو الاسم الذي اطلقه ابناء القرية على تلك السيدة الغريبة التى تركت قريتها الاصلية القريبة وقررت ان تسكن قرية امي..
قالوا عنها بلهاء لانها تركت عالما كاملا خلفها..تركت زوجا وحياة تشبه حياتهم ونزحت الى قريتهم دون سبب معروف..
قضت حياتها التى طالت نسبيا في التجوال في طرقات ودروب القرية تصادق الاطفال وتمنحهم مايجود به الناس من طعام وحلوى ونقود..
وخارج عالم الاطفال والبراءة كانت لطفية اما لعدد كبير من الاطفال الفعليين مجهولى النسب..مات منهم الكثير ولم يعش لها غير طفل واحد..
كان عمدة القرية حامل البكوية قد ضج من تلك المرأة التى تنجب سفاحا كل تسعة اشهر..قيل انه كان يريد ان يستغل المرأة المسكينة كى يلفق تهمة ممارسة الفاحشة لاحد خصومه السياسيين او احد افراد عائلته..
احضر المرأة المسكينة واستجوبها استجوابا عسيرا فكانت اجابتها انها كانت تنام مكشوفة في حقل الذرة الذي يملكه جدى رحمه الله وان الهواء الذي ينلاعب بشواشى الذرة هو ماجعلها حاملا!!
جاءوا بزوجها الفقير من القرية المجاورة وتم تعذيبه وارغامه على كتابة اللقيط باسمه وقد كان..
كبر الطفل في حضن امه المسكينة التى لاتفهم كيفية حمل طفل صغير..كان يسقط منها كثيرا فاصيب بمرض الصرع الذي تسبب في النهاية في موته غريقا وهو في ريعان الشباب اثناء غسيله لدراجته النارية...
يومها بكت لطفية الهبلة وانت انينا مرا رغم كل قسوة ذلك الابن عليها...كان يلومها  دائما لكون الجميع يصمه بابن الحرام...
في النهاية ..ماتت لطفية الهبلة وبكاها كل اطفال القرية الذين شاركوها الحلوى والطعام ..كانت جنازتها مهيبة مكونة من عدد كبير من الاطفال الباكين ورجل واحد بالغ هو (خالى) الذي كان يوما ما احد هؤلاء الاطفال الذين يشاركونها الحلوى..
رحمك الله يالطفية رغم انى لم اعرفك قط وكل مااعرفه عنك هو محض حكايات متتاقلة لكنى لم انسك قط واحلم باليوم الذي اراك فيه حية في عمل اكتبه..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق